أتأسّى باللغةِ حينَ أقرَأ الأدبَ وأصغِي للقَصِيدة.

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 26 يناير 2018

أسئلة تنتهك خصوصية القراءة


نتيجة بحث الصور عن قراءة




بقدر الخصوصية التي تسفر عنها ممارسات الفعل القرائي تبدو الأسئلة من قبيل ما سيأتي أسئلة موغلة في التجاوز والانتهاك.

ما هي القراءة ؟
من هو القارئ ؟
منذ متى بدأت القراءة ؟
ما أكثر الكتب تأثيرًا فيك ؟
ما هو كتابك المفضل ؟
لماذا نقرأ ؟
كيف نقرأ ؟

على اعتبار أنّ ماهية القراءة هي باكورة تلك الأسئلة وأكثرها التباسًا أيضًا. فلن نجد إجابة جاهزة نستدعيها في حضرة هذا السؤال.

لن يجد القارئ على مرّ تجاربه القرائية إجابة واحدة يستطيع إسقاطها على كل المراحل التي مرت بها علاقته بالقراءة.

فالبعض إذ يذكر تجربته الأولى في حمل مجلات باسم وماجد وميكي وغيرها منتشيًا بقدرته على فك رموز النصوص الموجودة فيها وفهمها ً وتعبيره عن انتصاره بقراءتها بصوتٍ عالٍ ، لا نستطيع إنكار أنه كان قارئًا.
وإن أدرك في مرحلة قادمة عبثية الحالة التي عاشها  فيما سبق  في حين أنه يقف على تجربته في قراءة الروايات الموجودة على المنتديات حين كانت تلك الصيحة في ذروتها يتغيّر مفهوم القراءة لديه ليجد أنها وسيلته للوقوف على الحكايات المضمرة في نفوس أصحابها والتي قد تمسّه في واقعه أو شخصه ولم تكن تتأتى له في جلسة من جلسات الجدات ولا مآثر النوادر والمرويات.

فهل نستطيع الاعتداد بتلك التجربة كبداية حقيقية في القراءة ؟

قد يعوّل عليها البعض ولا يفعل ذلك البعض الآخر حين يتجاوز تلك المرحلة فيسخط على كل الأيّام التي قضاها بعيدًا عن كتابٍ يمسكه بيديه ويخلق معه طقوسه الخاصة ، معلنًا  أنه غدا قارئًا منذ دلوفه الأول إلى المكتبة لاقتناء كتاب !

وقد نجد من يتخيّر تجربة تواجده الأولى في نادي قراءة  بداية مميزة للتعاطي مع الفعل القرائي  حيث وجد من يشاركه الاهتمام ويوقفه على تقنياتٍ قرائية لم يعتد استخدامها  ويفتح له آفاقًا على تعدد القراءات الممكنة للنص الواحد وتأويلاته.


سؤالٌ آخرٌ مربك حين يُسأل قارئ ما ، ما هي أكثر الكتب تأثيرًا فيك ؟

ليجد أن حيلته الوحيدة هي استعراض كلّ تجاربه القرائية بتأثيراتها وامتداداتها ، فإن كان لكلِ مرحلة تعاطيها الخاص مع الفعل القرائي ؟ ما هي أكثر الكتب تأُثيرًا فيه ؟

التي هذّبت لغته ؟ أو التي أحالته إلى مجالاتٍ لم يعهدها وأفكارٍ لم يألفها ؟ أم أنّها الكتب التي بلورت لديه مفهومًا أكثر عمقًا عن القراءة ؟ وربما تكون الكتب التي وضعته في مكاشفة مع نفسه.

لذلك لا يقنعني قارئً  يستطيع أن يؤطر قائمة تفضيلاته القرائية في عدد قليل من الكتب في حين أنه لا يستطيع أن يعيش علاقة مستقرة مع القراءة ، خاصة وأني سأجد فيما سأقف عليه من إجاباته ما يعبّر عن كونه مدينًا حتى لتلك الكتب التي تعثّر بها ، أو التي أوصدت أبوابها دونه ، وأخرى ساهمت في تشكيل ذائقته حسبما يحب وما يتجنب.

القارئ موعودٌ دائمًا بلقاءٍ أوّل مع القراءة ، في حضرة كلّ الكتب التي لم يقرأها بعد ، ليدشّن بدايته الحقيقية.
ولا تبدو أسئلة مثل لماذا نقرأ ؟ وكيف نقرأ ؟ أقل فظاظة مما سبقها ، فكيف يرتضي القارئ أن يملي أحدٌ عليه مبرراته الخاصة وأن يرتّل إجابات الآخرين كنصٍ مقدّس ينتهك حرمة ممارساته القرائية ويمزق أستار العلاقة التي يستعذب هلاميتها. هو يحترم الأسئلة التي تقر بفرديته ، الأسئلة على شاكلة لماذا تقرأ ؟ وكيف تقرأ ؟ ينصت ليبلور فلسفته.

القارئ يعرفُ جيّدًا أن الفعل القرائي يخصّه وحده.



 تمّ نشره على موقع كتبجي

أسئلة تنتهك خصوصية الفعل القرائي

الخميس، 14 سبتمبر 2017

فخّ التخصصات التي لا تؤمّن المستقبل




تبقّى القليل على بداية العام الدراسي ، وكعادتنا مع كل بداية ، نشحذ هممنا ونتوق لتقديم أفضل ما لدينا خلال السنة الدراسية ، ونفكّر في كيفية سير السنة والعقبات التي ربّما نواجهها والمعدل الذي نصبو إلى تحقيقه ، ولكن للبعض بدايات مختلفة ، بدايات جديدة بمثابة المنعطفات ، لا يدري معها إلى أين سيصل وما ستؤول إليه النتائج ، هذه بدايات الطلبة المستجدين في الجامعة والذين أخصّهم بحديثي هنا.

" مبارك تمّ قبولك في تخصص .............." عند وصول هذه الرسالة إلى هاتفك المحمول ستتزاحم المشاعر لديك حسب التخصص الذي تمّ قبولك فيه مقارنة برغبتك الشخصية أو ربما رغبة الأهل أو محاباة الأصدقاء ، وفي حال جاءك القبول في تخصص يوافق رغبتك ويخالف رغبات من حولكِ ، أفهم ما ستشعر به من قلق إزاء إبلاغهم بالأمر وإزاء مواقف التأنيب المكررة التي ربما تواجهها طوال سنوات دراستك الجامعية ، كما أفهم موقف الكثير ممن حمّلهم أهلوهم أو البعض ممن حولهم ثقل توقعاتهم وتوجيهاتهم التي تخالف ميولهم ورغباتهم بزعم أنه متفوق ويستحق الأفضل أو بمزاعمَ غيرها ، كم منّا انتظر منه أهله أن يتخصص في الطب أو الهندسة أو تخصص له مستقبل على الأقل ؟! ماذا لو كان أكثر أفراد المجتمع من العاملين في ميادين الطب والهندسة والتخصصات العلمية – التي ترتقي بالمستقبل وتؤمنه على حدّ زعمهم – من سيمسك بباقي أطرافِ العلوم ، شرعية كانت أو إنسانية ؟ من للعقيدة والشريعة والقراءات ؟ أو من لعلوم الاجتماع وعلوم النفس والتربية ؟ وغيرها من التخصصات.

يُسفر الواقع وينطق المنطق عن أنّ المجتمعات لا يمكن لها النهوض أو التقدم وهي تعوّل على جانبٍ واحد من العلوم أو ترتكز على ركيزة واحدة منها ، لا تنهض المجتمعات وهي تحاول التصدي لمشكلات الصحة التي تعتري جسد الإنسان وتتجاهل مشكلات الصحة التي تعتري فكره وعقله ونفسه ، تعيث  المجتمعات بجهودها عبثًا وهي تحاول تشييد الأبنية العالية وصناعة المركبات وتحديث التقنيات ، في حين أنها عاجزة عن إيجاد قاعدة رصينة متينة في علوم الشريعة والدين ، حتى يكون لكل مساعيها غاية ومعنى مرتبطة بوجود الإنسان في مجتمعه وعلى أرضه. وكيف بالأساس نصف المجتمعات بأنها مجتمعات تحوي تنظيمات بشرية تتفاوت في طبقاتها وأصولها وتكويناتها العرقية أو نستطيع على الأقل فهم التفاعل والتكامل القائم بين أنساقها المختلفة دون الاستناد على علوم الاجتماع والأنثروبولوجيا ؟!

ثمّ في ظلّ وفرة الأيدي العاملة التي يشهدها المجتمع اليوم ، ما هي التخصصات التي تكفل للفرد مستقبله الوظيفي ؟! نحن لا نريدُ المزيد من الأطباء لكن نريدُ المتميزين منهم ، ولا نريد المزيد من المهندسين لكن نريد الأفضل منهم ، نريدُ منهم من يضيفُ إلى علمه ويرقى بمجتمعه ، لا من ينتظر أن تزداد قيمته هو بإضافة حرف "د" قبل اسمه ، ولا من يتعامل مع لقب المهندس وكأنه وسامُ تشريفٍ خالٍ من تكاليف مسؤولية الارتقاء بتخصصه ومهنته.
أستشهد هنا بعبارة د.طارق السويدان التي سمعتها عندما كنت حائرة ، تائهة في فترة اختيار التخصص الجامعي ( الدخول في الازدحام يحتّم عليّ التميز فيه )

ثمّ أستشهد بإحدى نصائح والدي التي طالما كررها على مسامعي ( تتاح الفرص وتتعدد الخيارات أمام المتميزين الذي يفعلون ويقدّمون أكثر مما يفعله ويقدّمه أقرانهم أو غيرهم )

آخر ما أودُّ التطرق إليه هو أني حين كنت أتجوّل بحثًا عن مفاتيحٍ تُسهّل عليّ عملية الاختيار وتُملّكني أدواته المعرفية ، كانت معادلة ( الفرق ) هي أكثر ما لفت انتباهي ، هذه المعادلة التي تأخذ بيدي كلّ من أرّقته حيرة اختيار التخصص أو المجال المناسب ، ماذا تعني هذه المعادلة ؟!
فرق ..
ف : تُشير إلى الفرص الوظيفية خاصة أو الفرص التي يُتيحها التخصص أو المجال في سوق العمل عامة.
قناعتي الشخصية تنطوي على أنّ الفرص نوعين :
-        فرص تأتيك لأنكّ مؤهلٌ كفاية لاستحقاقها.
-        وفرص أخرى أنت وحدك من يستطيع خلقها وإيجادها.
ر : أما الراء فهي الحرف الذي يكُنّ لك كل التقدير والاحترام لأنه يبحث عن ( رغباتك وميولك ) أي ماذا تريد أنتَ وماذا تُحب وبماذا تستمتع ؟
                               وهنا أستذكر مقولة للدكتور : طارق السويدان      
( الذي يعمل فيما يُحسن سيُنتج ، والذي يعمل فيما يُحب سُيبدع )
أخيرًا تنتهي معادلة الفرق بسيدة الموقف ألا وهي القدرات :
" أي كلٌ مُيسرٌ لما خُلقَ له "
للإنسان قدرات ومواهب وإمكانيات فطرية لا تنتظر سوى التوجيه والتشذيب والتنمية وفي مقابل هذا لا يعني أنّه لا يمتلك قابلية تعلم الجديد والمزيد فالعلم بالتعلم.
وهذا يعني أنّنا نمتلك أيضًا القدرة على مضاعفة قدراتنا كلٌ حسب سعيه وهمته واستطاعته.
إذن اختياراتنا في الحياة هي ما تصنع الفرق.

هذه التدوينة هي خلاصة كل التجارب التي مررت بها منذ فترة اختياري لتخصصي الجامعي وحتى اليوم ، هذا التخصص الذي وبخني على الالتحاق به الكثيرون بدعاوى كثيرة وأهمها " الخدمة الاجتماعية تخصص ما له مستقبل " إن كانوا يعتقدون أنّ المستقبل كله ينحصر في مجرد وظيفة فبشراي لكلّ من وبّخني أو استنكرّ علي ، أني إلى الآن وقبل تخرجي قد عُرضت عليّ 3 وظائف ، لأنّ الفضل كل الفضل والرزق كل الرزق بيدِ الله وحده ، والمستقبل الذي أريده وأتمناه أكبر من مجرد وظيفة.


كنتُ هنا بمودتي ودعواتي للطلبة المستجدين بالتوفيق والتميز.

الخميس، 10 أغسطس 2017

القيم / دورة المعرفة الذاتية



أرفق هذه المقالة في المدونة كتوضيح أكثر تفصيلاً حول موضوع " تحديد البناء القيمي الشخصي " كأحد محاور دورة المعرفة الذاتية التي قمتُ بتقديمها يوم الأربعاء الموافق 17 / 11 / 1438 هـ ضمن سلسلة دورات الذكاء الذاتي والتي أهدف من خلالها إلى تفعيل دوري الوقائي والتنموي مع أفراد المجتمع كأخصائية اجتماعية محاولةً رفع الكفاءة الذاتية الخاصة بهم في مواجهة مواقف الحياة والتصدي لعقباتها ومشكلاتها والتعامل بفعالية مع تجاربها وخبراتها من خلال اتخاذ القرارات التي تحقق للفرد أقصى استفادة ممكنة من قدراته وإمكانياته ومساعدته على تحديد أهدافه وتحقيق مستويات جيدة من النمو.

حيث جاء هذا الموضوع من  حيث أهميته في تكوين الوعي بالذات و مساعدة الفرد على تحديد أولويات حياته وتسهيل عملية اتخاذ القرارات فيها كقرار اختيار التخصص الجامعي مثلاً أو اختيار شريك الحياة بالإضافة إلى دور القيم في تقويم سلوكيات الفرد كمعيار يُحتكم إليه.

درج الخلط بين مفهوميّ المبادئ والقيم لدينا وكثيرًا ما اقترن ذكرهما ببعضها البعض ، ولأنّ موضوعات القيم عامّة من الموضوعات التي تقع ضمن حيّز اهتمامي ، حضرتُ العديد من الدورات التي تتحدث عنها وحولها ، فضلاً عن مساهمتي في إعداد بعضها ، بالإَضافة إلى قراءاتي في هذا المجال ، وعلى إثر ذلك أطرح لكم تعريفاتي البسيطة التي أحاول من خلالها إجلاء الخيط الرفيع الفاصل بين مفهومي المبادئ والقيم ، والباب مفتوحٌ لكل الاجتهادات المماثلة والتي ستفيدنا بالتأكيد.
المبادئ  :هي القواعد الأساسية التي تحكم علاقاتنا مع الله ثمّ الكون والبشر وتفاعلاتنا مع البشر ( كمسلمين تعتبر المبادئ الأخلاقية في الدين ).
طبعًا هذه لا فصال ولا جدال فيها مثل العدل والصدق والصبر والبر والأمانة والإيثار وغيرها من المبادئ التي نعترف بوجودها كمسلمين لكن لا تحكم جميعها سلوكياتنا ولا بعضها بنفس الدرجة.
القيم : هي التفضيلات مادية كانت أو معنوية لفرد أو جماعة أو مجتمع.
حين نقول أنها تفضيلات فهي ليست فقط تفضيلات أخلاقية ومعنوية لكن قد تكون أيضًا مادية ، فهي كل مفهوم ذا شأن وقيمة لدى الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات ، مثل قولنا بوجود مجتمعات تسودها القيم المادية النفعية ، هذا يعني أنّ غالب القيم المادية تسود القيم المعنوية لديهم ، انفعني لأنفعك لا توجد قيمة للإيثار أو البذل أو توجد لكنها متدنية ، على مستوى الفرد مثلاً قد يحاول الفرد الحصول على المال متجاوزًا العديد من القيم المعنوية كالأمانة والصدق وغيره.
وهنا عدتُ لذكر الأمانة والصدق كقيم معنوية في حين أني ذكرتها سابقًا كمبادئ
فأعود للتأكيد أننا نقر بوجود المبادئ لكن لا نتصرف جميعنا على أساسها ، لكن حين نقول أن هذا الشخص يعتبر الأمانة قيمة مهمة لديه هذا يعني أنه بالضرورة يتصرف على أٍساسها لأنها جزء من بنائه القيمي الشخصي.
إذن مبادئي كمسلم ، وقيمي الشخصية كفرد.

أذكر هنا مثالاً توضيحيًا للعبة قديمة جرّبها البعض ، تدور حول سؤال ( فيم لو تخييرك بإلقاء البعض من السفينة حماية لها من الغرق والإبقاء على شخص واحد فمن سيكون ؟ )

لو كانت قائمة الموجودين تدور حول الأم والأب والأخ والجار وشخص غريب
سيكون التفاضل بين الخيارات السابقة نابعًا من منطلقات المبادئ المتعلقة بالدين أمامنا كمسلمين ، هذا يعني أنك قد تتخلّى عن الشخص الغريب أولاً من منطلق أنّ الأقربون أولى بالمعروف ، والجار له حصانته بوصاية الرسول صلى الله عليه وسلم عليه ، ثمّ تتخلّى عن الجار مقابل الأهل ثمّ عن الأخر مقابل الوالدين ، ثمّ قد ترجح كفّة الأم التي ذكرت فيها الوصية ثلاًث مرات مقابل المرة الواحدة للأب.
لكن ماذا لو كان في السفينة أخان لك ، كيف ستفاضل بينهما ؟
دعنا نفترض أنّ الأخ الأول قدّم لك في حياتك تضحية طالما عبّرت له على إثرها أنك لن تنساها له ، والأخ الآخر لديه عائلة زوجة وأبناء. هنا يمكن للتفاضل أن يكون على أساس القيم ، ففيم لو كنت شخصًا تُعلي قيمة التضحية وردّ الجميل فيسكون أخوك الآخر كبش الفداء ، وفيم لو كنت شخصًا تُعلي قيمة العائلة ، سيكون أخوك الأول هو كبش الفداء.

ولن تكون مخطئًا في الحالتين ، فعند الحديث عن القيم لا توجد قيمة صحيحة وأخرى خاطئة ، ولكن يوجد توظيف صحيح لقيمة وتوظيف خاطئ لها.
وهنا تجدر بي الإشارة إلى أولئك الذين يقدّمون لنا نصائحهم وتوجيهاتهم عندما نصل لمفترقات طرق الاختيار في حياتنا، فنجد أن كل واحدٍ منهم يعطينا سلسلة طويلة من النصائح قوامها منطلقاته القيمية الخاصة به ، وهذا لا بأس فيه ، لكن العجب فيمن يتعامل مع هذه النصائح على أساس كونها الوجه الوحيد للصواب وما يجدر اتخاذه أو فعله ، كل منظومة قيمية تعبّر عن حياة صاحبها وشخصيته وبيئته وربما تجاربه وخبراته.

أمّا عن أنواع القيم فقد تعددت تصنيفاتها واختلفت حسب منطلقات العلوم الباحثة فيها ، وهنا أضع التصنيف الأقرب لمجال حديثنا :
أنواع القيم:
1- القيم الدينية:  هي التفضيلات التي يُعليها لنا الدين بخصوصها في علاقتنا بالله عز وجل مثل استشعار مراقبة الله ، الخشوع والرجاء و غيرها ، نلاحظ أنها تعبر عن المبادئ بشقها المتصل بعلاقتنا مع الله
2- القيم الاجتماعية : هنا التفضيلات التي تربطنا في علاقتنا بالبشر مثل الإيثار والعطاء وهنا تعبر عن المبادئ في شقها المتصل بعلاقتنا مع البشر.
3- القيم الاقتصادية: تفضيلات المال والاستهلاك والانتاجية.
4- القيم السياسية : التفضيلات المتصلة بعلاقة الحكومات بشعوبها والحكومات ببعضها البعض والعلاقات القيادية
5- القيم المهنية أو العملية : التفضيلات في ميادين العمل كالالتزام والانتاجية والتطور والإبداع
6- القيم الجمالية.المتعلقة بتفضيلات الناس حول الأذواق والفنون
7- القيم النظرية : المتعلقة بتفضيلات الناس في ميادين العلم والمعرفة والفكر بحثًا عن الحقائق القوانين التي تحكم الأشياء.
وبالتأكيد كل ما سبق بالنسبة لنا كمسلمين مرجعيته الدين.

أمّا عن مناط حديثنا " القيم الشخصية "
فهي التصنيف الانتقائي من كل ما سبق بالإضافة إلى قيم تحقيق الذات مثل النمو الشخصي والتميز والطموح.
وقد ذكرتُ بداية أهمية وجود القيم الشخصية ، وتتعدد مسمياتها كالسلم القيمي الشخصي أو التدرج القيمي الشخصي أو الهرم القيمي الشخصي.
هذه التسميات نسبة للتفاضل بين القيم لدى كل منّا لأنها لا تمثل لنا نفس الدرجة من الأهمية والأولوية وهنا يتضح أكثر دورها في تحديد أولوياتنا وقراراتنا.
ويوجد ترتيب يقابل هذا الترتيب وهو الترتيب العشوائي للقيم الذي يخضع لظروف وضغوط معينة كشخص تكون قيمة الصحة لديه في الدرجة الثامنة من الأهمية مثلاُ ( فهو لا يمارس الرياضة ولا يهتم بما يأكله ولا يلتزم بالوجبات الغذائية أو لا يلتزم بتناول أدوية مرضه المزمن ) فإذا تعرض لوعكة أو مصاب صحي اعتلت قيمة الصحة قائمة أولوياته لتصبح في الدرجة الأولى.
وقد نسميها منظومة القيم الشخصية كونها كل متكامل أخذنا فيه من كل نوع وبترتيب معين قدّم لنا شخصية ومجموعة سلوكيات متفردة لكل واحد فينا.

وأخيرًا أرفق هنا اختبارين لتحديد البناء الشخصي القيمي الأول فيهم للباحث في مجال القيم باريت من خلال موقعه ، والثاني منهم فهو من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة المباشرة :
اختبار مركز باريت للقيم على هذا الرابط :

بعد القيام باختيار القيم يتم إرسال رسالة على بريدك الخاص بالنتيجة التي ستقوم بقراءتها ومطابقتها مع واقعك.
الاختبار الثاني هو من خلال الإجابة على أسئلة اكتشاف القيم المباشرة :
س1/ ما هو أهم شيء بالنسبة لك والذي لا يمكنك التنازل عنه ؟
س2/ متى تشعرين أنّك بقمة حماسك وفرحك أو بقمة استيائك وحزنك ؟
س3/ ما الذي يُلهمك في قدواتك ؟ هل أنتِ مستعدة أن تكوني
قدوة في نفس المجال ؟
س4/ما الذي تستطيعين بذل مالك وقتك وجهدك في سبيل الحصول عليه أو الوصول إليه ؟
ثمّ لتسهل عليك مهمة ترتيب القيم التي حددتها من خلال أحد الاختبارين السابقين ، فضع نفسك أمام أسئلة تفاضلية ، مثلا إن كان المال والعلم من القيم الهامة بالنسبة لك ؛ لتحدد أكثرها أهميّة اسأل نفسك ، هل تستطيع العيش في مستويات دنيا من الكفاف مقابل أن تكون متعلّما ؟ أو تستطيع أن تحيا بنطاق ضيق من العلم والمعرفة مقابل حيازتك على المال ؟

وعلى هذا الرابط ستجدون قائمة كبيرة تتكون من 170 قيمة يمكنها مساعدتك في تحديد البناء القيمي الشخصي الخاص بك وفي حال وجدت أنك تميلين لقيمتين متقاربتين كالالتزام والانضباط الذاتي مثلاً فخذي القيمة الأعم وهي الالتزام.

وهنا رابط أخير يحوي مقالة للدكتور جمال بن عمار الأحمر الجزائري عن القيم الشخصية وهي من أهم المقالات التي قرأتها في هذا المجال لتعدد مراجعها وثراء مضمونها وتفصيلاتها ، قد تفيد الباحثين عن الاستزادة في هذا المجال.


تحيّاتي : أصالة كنبيجه


الجمعة، 19 أغسطس 2016

قيمة التعلم الذاتي


نتيجة بحث الصور عن التعلم الذاتي


إحدى أهم النصائح التي طالما وجهها لي والدي حضًا على التميز والتفوق هي : أن تكوني الأفضل والأكثر تميزّا فهذا يعني أن تكوني الأسبق بخطوة أن تقرئي أكثر ، أن تتعلمي أكثر ، أن تعرفي أكثر ، أن تجربي أكثر وهذا حتمًا ما سيضمن لك التفوق على أقرانك دائمًا.
وبينما أحاول التشبث بأعقاب هذه النصيحة أجد أن مفادها هي أن أكتسب
(  قيمة التعلم الذاتي )
اليوم أصبح لهذا المفهوم الكثير من المرادفات المؤدية لنفس الغايات والأهداف كالتعلم المستمر والتحسين أو التطوير المستمر واستراتيجيتي الكايزن والكايكاكو اليابانيتين.
وعندما نتحدث عن هذه القيمة فهذا لا يعني أننا نبحث عن انتسابك لأحد الجامعات الأكاديمية أو المؤسسات التربوية ولا عن رصيد دوراتك التدريبية مع الأخذ بأهمية كلٍ منها ، لكن اتساع أفق العالم ومعلوماته اليوم وهذه السرعة الهائلة التي تدور بها عقارب الزمن تجعل الغد أقرب من يومنا والأمس ، فما هي العدة وما هو العتاد الذي سيؤهلنا لمجابهة المستقبل بكل كفاءة غير أن نستبق الحصول على أدواته ونتملك القدرة على الأخذ بزمام سرعته وتقدمه.
ونجد أن أهمية هذه القيمة تحرّضنا على طرق أبواب أسئلة من قبيل ، ما كمّ المعارف والمهارات التي تمتلكها ؟ وكيف اكتسبتها ؟ وهل استثمرت كافّة الموارد المتاحة لك لأجل هذه العمليّة ؟  ما الميزة الفارقة بينك وبين شخص آخر يمتلك نفس مؤهلاتك العلمية ؟ ما رصيد الفرص التي تمتلكها بناءً على خبراتك ومؤهلاتك ؟
وإذا ما فتشنا قليلاً في موارد هذه العملية سنجد الشبكة المعلوماتية زاخرة بها ، فمنصات التعلم الالكترونية اليوم تتنوع بها مجالات التعليم وترتفع كفاءة المواد التعليمية المقدمة من قبل أكاديميين ومختصين في مجالاتهم.
نبحث أيضًا في قدرة المكتبات على تغذية هذه العملية بشكلٍ منهجي نظري أحيانًا وبشكل تطبيقي عملي في أحايين أخرى ، عمومًا لا نختلف في أهمية الكتاب لإثراء المعرفة وتهذيب المعلومة.
شخصيًا أؤكد كثيرًا على دور التجربة في تعزيز قيمة التعلم الذاتي.
فالممارسة العملية قادرة وبشكل مباشر على تعزيز الكثير من المهارات واكتساب العديد من القدرات بشكل يدعم ثقة الشخص في ذاته ويحفزه لاكتشاف مناطق قوة أو ضعف مختلفة لديه.
في أحد مراحل حياتنا التي لا يحددها عمر معين بقدر ما يحددها الوعي والنضج وفهم الذات الذي وصلنا إليه ، علينا طرق كافة الأبواب وتعلّم كل ما يمكننا تعلمه أو معرفته وخوض كل تجربة جديدة قادرة على إثرائنا وزيادة قيمتنا الذاتية ، لأن قيمة التعلم الذاتي والتطوير المستمر توفر لنا فرصة لاكتشاف الذات ومعرفة مكامن القوة أو الضعف فيها مما يجعلنا قادرين على التعامل مع خيارات الحياة بشكل أفضل.
لكن بعد ذلك تكون الخطوة الأهم هي التركيز فيما وصلنا إليه والتخصص في المجالات التي ارتأرينا أنفسنا فيها عبر مرآة الخبرة والمعرفة والفهم.
لننتقل من مرحلة التعلم الذاتي العام إلى التعلم الذاتي المتخصص الذي يقربنا من أهدافنا بشكل سليم وناضج ويجعلنا أكثر تميزّا.
#ملاحظة
 استراتيجية الكايزن والكايكاكو يتم استخدامهما في مجال العمل وليس بشكل شخصي كالتعلم الذاتي لكن تهدفان لذات الغاية والفرق بينهما يكمن في حجم التغيير والتحسين فالتغيير الطفيف البسيط ( كايزن ) والتغيير الجذري ( كايكاكو ) ويمكن لكم البحث عن مفهوم كل منهما عبر محركات البحث .
دمتم بخير.

الأحد، 24 يوليو 2016

عن الخدمة الاجتماعية



" أصالة كنبيجه : خريجة 2018 من قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة أم القرى"


أهلاً وسهلاً بالمستجدات.
أولاً : أبارك لك قبولك في تخصصٍ ممتع وثري كالخدمة الاجتماعية.

ثانيًا أؤكد لكِ كمستجدة بأنّك موعودة بالتجارب التي ستغيّر فيكِ الكثير بدءًا بتقييمك ونظرتك للحياة وعلاقاتك الاجتماعية وأدوارك ومرورًا بصقل شخصيتك وزيادة مواردكِ المعرفية وإمكاناتكِ وقدراتك وانتهاءً بالتدريب الميداني الذي سيكسبك مهارة توظيف كلّ ما تعلمته في ميدان التطبيق وعلى أرض الواقع.

أبدأ الآن بتعريفك بتخصص الخدمة الاجتماعية :


تخصص يقوم على قاعدة عريضة من العلوم الإنسانية كعلمي الاجتماع و النفس ويستند أيضًا على نتاج البحوث العلمية وخبرات الممارسين العملية وتستهدف الخدمة الاجتماعية تنمية قدرات الإنسان وإمكاناته في إطار موارد المجتمع والبيئة التي يكون فيها بالإضافة إلى مساعدته على مواجهة المشكلات التي يتعرّض لها نتيجة قصور معارفه وموارده الذاتية أو نتيجة عدم التوافق الاجتماعي والنفسي الذي يعيشه ، أيضًا يُعنى بوقاية الإنسان من حدوث المشكلات أو الحد من تفاقمها.
 وتتغذى الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية على مجموعة من القيم والمبادئ والمعايير التي تسعى إلى خدمة الإنسان آخذة كرامته وفرديته وحريته في عين الاعتبار.


المسمى الوظيفي لخريجي هذا التخصص
( الأخصائيين الاجتماعيين / الأخصائيات الاجتماعيات )
ويتخرج طالب البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية كممارس عام غير متخصص في أي طريقة من طرق المهنة ولا مجالاتها كما سأورد ذكرها.

واتجاه الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية هو اتجاه حديث مقارنة بوقت ظهور المهنة ويجعل من الأخصائي مُمارسًا مؤهلاُ للتعامل مع كافة الأنساق ( فرد ، أسرة ، جماعة ، منظمة ، مجتمع محلي ، مجتمع وطني ، مجتمع عالمي ـ باستخدام مداخل ونماذج وقائية وعلاجية وتنموية في أي مجال من مجالات ممارسة الخدمة الاجتماعية مع الأخذ في الاعتبار المؤسسة التي يمارس الأخصائي عمله فيها والمشكلة التي يتعامل معها وفئات السكان المعرضون للخطر " تعريف د.أحمد السنهوري للمارسة العامة – بتصرف "


وللخدمة الاجتماعية طرق أساسية في التعامل المهني و طرق مساندة أخرى وفي الخطة الدراسية لجامعة أم القرى هناك مقررات مستقلة لكل طريقة أذكر هنا بعضها.

-        خدمة الفرد : تُعنى بمساعدة الأفراد في مختلف مجالات الخدمة الاجتماعية على مواجهة مشكلاتهم التي تعوق تحقيقهم لأداء أدوارهم الاجتماعية أو تؤثر سلبًا في تلك الأدوار.
-        خدمة الجماعة : تُعنى بمساعدة الجماعات المكونة من عدد من الأعضاء على النمو الاجتماعي والتغيير الإيجابي في الأفكار والاتجاهات والسلوكيات في إطار الجماعة بكونها وحدة مهمة يحتاج الإنسان إلى التواجد فيها ولها انعكساتها وتأثيراتها المتبادلة عليه.
-        تنظيم المجتمع :تُعنى بالتنمية الاجتماعية للمجتمعات على مستوى محلي / قومي / إقليمي من خلال تلمس احتياجات تلك المجتمعات وأهدافها وترتيبها حسب أولويتها وإذكاء الرغبة لدى المواطنين من أجل مقابلة هذه الاحتياجات وإشباعها وفي ذلك تحقيق للتضامن والتعاون بين المواطنين وتنمية لحس المسؤولية الاجتماعية لديهم تجاه مجتمعاتهم وتدعيم الثقة بإمكانية التغيير للأفضل دائمًا والتعامل مع المنظمات الموجودة في المجتمع لتسهيل عملية تبادل الموارد فيما بينها ومنع الازدواج في تقديم الخدمات لأفراد المجتمع .
-        البحوث الاجتماعية : طريقة تستهدف جمع الحقائق عن مختلف الظواهر الاجتماعية لأجل فهمها ومعرفة مسبباتها واختيار الطريقة المثلى للتحكم فيها من قِبل المختصين.
-        إدارة المؤسسات الاجتماعية: طريقة علمية لتحقيق أهداف جهاز إداري في مجال اجتماعي معين من خلال التخطيط والتنظيم والتوظيف والتوجيه والتنسيق والتسجيل والتمويل.


أما بخصوص مجالات الخدمة الاجتماعية وهي كذلك لها مقررات مستقلة في الخطة الدراسية لجامعة أم القرى :
-         المجال الطبي – المستشفى / مراكز صحيّة - ( أخصائي اجتماعي طبي )
-        المجال النفسي
-         المجال التعليمي ( أخصائي اجتماعي مدرسي / مرشد طلابي )
-        المجال الاجتماعي أو مجال الرعاية الاجتماعية ( مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة – مجال رعاية المسنين –  مجال رعاية الشباب - مجال رعاية الأيتام – الضمان الاجتماعي – مراكز التنمية الاجتماعية – مراكز الحماية – السجون والمؤسسات الاصلاحيّة – رعاية الأسرة والطفولة )
-        أخصائي مسؤولية الاجتماعية في قطاعات خاصة أو حكومية.

+ الدراسة:
أما بخصوص الدراسة في جامعة أم القرى فهذه هي الخطة الدراسية كاملة لهذا التخصص :







4 سنوات دراسية أول سنتين منها مواد نظرية منها ما هو خاص بالتخصص ومنها ما هو عام على مستوى الجامعة كالقرآن والثقافة والسيرة واللغة العربية ومنها ما هو عام على مستوى الكلية كالجغرافيا ومقدمة علم المعلومات أما السنتين المتبقيتين فتحوي باقي مواد التخصص النظرية بدون مواد عامة بالإضافة إلى 4 مستويات تدريب ميداني مستوى في كل فصل دراسي حيث يجري التطبيق في المؤسسات الأولية والثانوية ، ويشير مفهوم المؤسسات الأوليّة إلى المؤسسات التي تُمارس الخدمة الاجتماعية كوظيفة أساسية وأما المؤسسات الثانوية فهي التي تُمارس الخدمة الاجتماعية كوظيفة مُساندة ومُساعدة في تحقيق الأهداف الأساسية للمؤسسة وسأذكرها الآن  :
-         المستوى الأول من خلال الزيارات الميدانية لبعض المؤسسات ، وذلك لأجل تعريف الطلبة ميدانيًا بأدوار الأخصائي في هذه المؤسسات وأهداف المهنة فيها وتدريبه على الملاحظة وأسس التدخل المهني وربط هذا الواقع بالمعارف النظرية التي تلقاها في سنواته الأولى وإلى هذه المرحلة
-        المستوى الثاني يكون في مؤسسة تعليمية  ( مدرسة ) وهذا مثال على المؤسسة الثانوية فالمدرسة موجودة لتحقق أهداف التعليم والتنشئة في الطلبة وتأتي الخدمة الاجتماعية لتُساندها في تحقيق أهدافها من خلال التصدي لمشكلات الطلبة النفسية والاجتماعية والسلوكية وبعض المشكلات التعليمية لأنّ وجود هذه المشكلات يُمكن أن يعطّل سير العملية التعليمية ونجاحها.
-        المستوى الثالث في مؤسسة اجتماعية وهذا مثال للمؤسسات الأوليّة التي تمارس الخدمة الاجتماعية كوظيفة أساسية لا تقوم إلاّ بها ـ في المجالات التي سبق وأن ذكرتها
( مؤسسات تخدم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة – مؤسسات رعاية المسنين –  مؤسسات رعاية الشباب - مؤسسات رعاية الأيتام – الضمان الاجتماعي – مراكز التنمية الاجتماعية )

-        المستوى الرابع في مؤسسة طبية وهذا مثال للمؤسسات الثانوية أيضًا.
-        والهدف من كل مستوى هو توظيف المعارف النظرية التي تلقاها الطالب خلال دراسته فيميدان العمل وتدعيم إعداده العلمي بالعملي.

أهم أسئلة المستجدات:

س/ هل التخصص صعب أو سهل ؟
صعوبة وسهولة دراسة أي تخصص تعتمد على مدى رغبتك في التخصص وتقبلك له ، وفيما عدا ذلك فهناك مشاق الدراسة المتعارف عليها لدى الجميع من مذاكرة وتكاليف و واجبات ، الخدمة الاجتماعية تخصص ممتع بالنسبة لي.

س/ ما هي الفرص الوظيفية للتخصص ؟
نعم هذه الصياغة الصحيحة للسؤال ، بعيدًا عن السؤال الآخر الذي يقول أصحابه ( هل للتخصص مستقبل ؟ ) والذين اعتادوا على استخدام هذه الصياغة آملُ منهم العودة إلى تدوينتي هذه  فخّ التخصصات التي لا تؤمّن المستقبل.

الفرص الوظيفية للخدمة الاجتماعية متنوعة كمثل المجال الأكاديمي ( معيدة )
وهناك مجالي التعليم والمستشفيات كما ذكرت سابقًا في مجالات التخصص
بالإضافة إلى الفرص في المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الخيرية في المجتمع بكافة أنواعها ، الأهلي منها والحكومي.

مقر الدراسة :يوجد قسم الخدمة الاجتماعية في فرع الجامعة الرئيسي للطالبات بالزاهر وفي الكلية الجامعية بالجموم.
قيمة المكافأة الدراسية : 925 ريال
وهناك مكافأة امتياز قيمتها 1000 نهاية كل سنة للطلبة الذين يحصلون على تقدير " ممتاز " في فصليين دراسيين على التوالي.


أخيرًا أنا حاضرة للمساعدة دومًا والإجابة عن الاستفسارات
من خلال حسابي على تويتر. @A9o0L
وبريدي الإلكتروني : Asala.a.k@hotmail.com

حساب قسم الخدمة الإجتماعية للطالبات – جامعة أم القرى على تويتر :

UQUSocialwork@


السبت، 23 يوليو 2016

أزمة اختيار التخصص / المجال


نتيجة بحث الصور عن التخصص


-        يبدو أن المسافة بين خيالاتنا والواقع – أحيانًا – قد تشكل بونًا كبيرًا ومدى لا يبلغ البصر نهايته ، ومحاولة المقاربة والتسديد بينهما ، إن كان الهدف غارقًا فياللاّتكوّن "أو" اللاّوضوح ) سيكلف المرء قضاء نحب) حُلمه /عمره / وربما نفسه )
-        لقد كانت طريقًا وعرة بين جملة ( خرّيجة الثانوية ) والطالبة الجامعية )
-         
هذا ما سطرته قبل عامين وتحديدًا حين كنت أتخبط بين جدران الحيرة لاختيار تخصصي الجامعي.
" اختيار التخصص الجامعي "
أوّل التحديات التي تواجه الشباب وتضعهم أمام أزمة الاختيار
 ( أكون أو لا أكون ).
لأنّ هذا الاختيار بالنسبة إليهم هو أول عتبة في سلم تحقيق الذات وصناعة الأمجاد.
حين كنت أتجوّل بحثًا عن مفاتيح تُسهّل عليّ عملية الاختيار وتُملكّني أدواته المعرفية ، كانت معادلة ( الفرق ) هي أكثر ما لفت انتباهي ، هذه المعادلة التي تأخذ بيديّ كلّ من أرّقته حيرة اختيار التخصص أو المجال المناسب ، ماذا تعني هذه المعادلة ؟!
فرق ..
ف : تُشير إلى الفرص الوظيفية خاصة أو الفرص التي يُتيحها التخصص أو المجال في سوق العمل عامة.
قناعتي الشخصية تنطوي على أنّ الفرص نوعين :
-        فرص تأتيك لأنكّ مؤهلٌ كفاية لاستحقاقها.
-        وفرص أخرى أنت وحدك من يستطيع خلقها وإيجادها.
وفي كليهما لا بدّ من السعي المستمر في سبيل التعلم والتميز وإيجاد العلامة الفارقة، وفيما عدا ذاك فلن تكون إلا في مصافّ الكثير ممن طمس الغبار ملامح شهاداتهم الجامعية أو أضناهم ندب الحظ والنقمة على بيئاتهم ومجتمعاتهم.
ر : أما الراء فهي الحرف الذي يكُنّ لك كل التقدير والاحترام لأنه يبحث عن ( رغباتك وميولك ) أي ماذا تريد أنتّ وماذا تٌحب ؟
وهنا أستذكر مقولة للدكتور : طارق السويدان
( الذي يعمل فيما يُحسن سيُنتج ، والذي يعمل فيما يُحب سُيبدع )
هذا يعني أن تستيقظ كل صباح ولك مع الشغف والحماسة ألف ميعاد وسؤال ماذا سأتعلم اليوم ؟ هو قائد سفينة تحقيق أهدافك وأحلامك.
هذا يعني أن تُفكّر جديًا بكيفية زيادة شيء في الدنيا عوضًا عن أن تكون زائدًا عليها.
ببساطة أكثر الحب والشغف بتخصصك سيجعلان الإبداع والتميز قيمتان عمليتان في منظومتك السلوكية.
وهذا العالم قد أخذ كفايته من كل ما هو عادي ومعتادٌ عليه.
أخيرًا تنتهي معادلة الفرق بسيدة الموقف ألا وهي القدرات :
" أي كلٌ مُيسرٌ لما خُلقَ له "
للإنسان قدرات ومواهب وإمكانيات فطرية لا تنتظر سوى التوجيه والتنمية وفي المقابل هذا لا يعني أنّ لا متلك قابلية تعلم الجديد والمزيد فطالما أن العلم بالتعلم والصبر بالتصبر والحلم بالتحلم وهذا في منظومة أخلاقية يعلمنا إياها رسولنا الكريم.
فهذا يعني أنّنا نمتلك أيضًا القدرة على مضاعفة قدراتنا كلٌ حسب سعيه وهمته واستطاعته.

لن يتسنى لك الوصول إلى حل المعادلة الصائب إن كنت تجهل الإجابة على سؤال( من أنت ؟ )
فمعيار تحديد كلاً من أطراف المعادلة يعتمد على قيمك ومبادئك واهتماماتك وتطلعاتك.
وحدهم الذين يعرفون ماذا يُريدون سيصلون.
أمّا أولئك الذين لم يحددوا وجهتهم بعد ، فلا يهم أيّ الطرق سيسلكون.